5 أعذار تبرر بها لنفسك الإسراف في إنفاق المال
يتمكن العديد من البشر من وضع التبريرات التي يقنعون أنفسهم بها أنها مبررات منطقية لأشياء جميعنا نعرف جيدا أنه لا يجب علينا فعلها، وتعد هذه المبررات من أكثر الأشياء التي يتقنها البشر وبشدة، وخاصة إن كانت هذه المبررات والأعذار نضعها لنخفي ورائها حقيقة إسرافنا في إنفاق الأموال.
فمهما كان الشخص المبذر بارعًا في قول التبريرات أو وضع الأعذار لاستهلاكه الحد الأقصى لمدخراته، وقضاء حياته في البذخ بأموال لا يمتلكها من الأساس، فحينها لن ينفعه التبرير وفي النهاية عندما يخسر كل أمواله لن ينفعه هذا الوهم وحينها فقط سوف تواجه النهاية المحتومة وهى (الإفلاس).
لذلك عليك أن تبدأ من الآن في التوقف عن وضع التبريرات وتجنب التبذير في الإنفاق بأكثر مما تقدر على تحمُل تكلفته وسوف نعرض لكم أكثر 5 أعذار انتشارا لتساعدك على التوقف عن التبذير في إنفاق الأموال.
أستحق ذلك
بعد قضاء يوم شاق في العمل، فرضت المرور على متجرك الذى تفضله، وأقنعت نفسك أنك تستحق أن تكافئ نفسك بهدية على كل ما بذلته من عمل شاق بالرغم من أنك لا يمكنك تحمل ثمنها، أو بعد نجاح مشروع كبير، أردت أن تسافر في رحلة باهظة الثمن على أن تتحمل بطاقتك الائتمانية ثمن الرحلة لأنك بحاجة لقضاء بعض الوقت في حالة استرخاء أو عندما تتعطل سيارتك القديمة ولا تعمل نهائياً، فتقرر تأجير سيارة مرتفعة تكلفتها لينبهر بها كل من تقع عينيه عليها لأنك تستحق أن تقود سيارة تحاكي روعتك.
شراء الأشياء يشعر بالسعادة لكن سرعان ما يتلاشى هذا الإحساس لتعرف أنه كان إحساساً مؤقتاً، وذلك عندما تتذكر قيمة الدين المترتب على إسرافك، وقتها سيصبح عبء لا يطاق وعليك أن تتحمل نتيجته لذلك أين السعادة في هذا؟.
كيف تتوقف عن هذا العذر ؟
حاول أن تتخلص من هذه المبررات الكاذبة والأعذار، فإذا كنت تظن أنك تحتاج أشياء لا يمكنك تحمل ثمنها، هنا أقول لك أن منطقك في إدراك الأمور غير صحيح تمامًا فكل ما تحتاج إليه هو الشعور بسعادة أكبر وبضغط أقل، كما أن هناك طرق كثيرة يمكنك أن تكافئ نفسك بها بعد عملك الشاق ولا تحتاج إلى إنفاق الأموال.
فكل ما عليك أن تأخذ فترة للراحة من روتينك اليومي وتذهب للتمشية مع أحد أصدقائك، أو تشاهد برنامجك التلفزيوني الذي تفضله، أو أن تتذكر كل الأشياء الجميلة في حياتك بكل بساطة.
فكلما راودك شعور أنك تتألم نتيجة إحساسك المفرط بأنك تستحق شيء لا تملكه، هنا تبدأ بكتابة قائمة بالأشياء التي تتمناها وتسعى لوجودها في حياتك ربما يساعدك هذا في وضع عذر “أنك تستحق هذا الشيء” في سياقه السليم.
عليه تخفيض..
كثيراً ما نرى هذه الجملة والتي قد نستخدمها كعذر جيد لشراء العديد من المستلزمات التي كنت تتردد لشرائها نظراً لثمنها المرتفع والحقيقة أن العديد من المتاجر تستغل هذا الخلل عندنا وتبدأ في تسويق كل ما لديها من منتجات، وبالتالي تضع بعض الخدع في الأسعار لتجذب المشتريين فتبدو لك المنتجات وكأنها فرصة عليك انتهازها.
اقرأ: أكثر الأسباب الشخصية التي تجعلك متعثر مالياً بشكل دائم
ويشمل هذا ارتفاع الأسعار بطرق زائفة حتى يتمكنوا من بيعها “بخصم” لاحقًا، وعرضها عليك واستغلالك من خلالها ونجد هذه الخصومات فقط على المنتجات التي يكون عليها طلب كبير أو على المنتجات والعديد من التكتيكات التي تصب في مصلحتهم في نهاية المطاف.
كيف تتوقف عن هذا العذر ؟
ويمكنك التغلب على هذا العذر بكل بساطة وذلك بالتغلب على مواقف التخفيضات التي تغريك بشرائها بسبب انخفاض سعرها.
أما بالنسبة للأفراد الذين لا يستطيعون التغلب على إغراء الخصومات، عليكم أن تجيبوا على الأسئلة الثلاثة التالية حول الشيء المعروض بتخفيض يغري بشرائه:
هل أنت حقاً تحتاج هذا الشيء؟ هل كنت ستشتريه لو لم يكن عليه تخفيض؟ هل يمكنك تحمل ثمنه؟
ففي حالة أن تكون إجابتك عن هذا السؤال هي “نعم” صريحة، هنا عليك أن تترك الشيء الذى تحمله بمكانه وتذهب.
كنت أحتاج شراؤه على أي حال..
فلو جاءت إجابتك هي أنك تحتاج بالفعل الشيء المعروض بتخفيض، رغم أنك ليس لديك ثمنه في الوقت الحالي؟ وقتها سيكون عذرك لشراؤه بأنك كنت تقرر شراء الشيء عادة فلما لا تشتريه الآن.
للأسف الشديد نحن بارعين في وضع الأعذار والتبريرات لأنفسنا حول ما إذا كنا نريد فعلاً شراء شيء معين في المستقبل أم نريد شراؤه.
كيف تتوقف عن هذا العذر ؟
تغلب على كل هذه التبريرات فالمبرر ما هو إلا طريقة للتظاهر بأن الأشياء التي تريدها هي الأشياء التي تحتاجها.
وحتى تتمكن من مساعدة نفسك على معرفة الفرق بين رغبتك التي تريدها أو حاجتك التي تحتاجها فعلا، فقط كل ما عليك أن تنتظر فترة قبل أن تشترى أي شيء بدون أي تفكير مسبق في الأمر.
فقط عليك أن تنتظر 24 ساعة على الأقل قبل أن تقوم بشرائه هذا سيجعلك تفرق بين ما إذا كانت الأشياء تعجبك فعلا وسوف تقوم بشرائها في وقت لاحق وبين ما إن كنت بحاجة إليها وتريد شراؤها الآن فعلاً.
تمكنت من خفض نفقاتي خلال الشهر الماضي، لذلك علي أن أتحمل القليل من التبذير الآن..
لقد استطعت حرمان نفسك من التبذير فقد استبدلت ركوب التاكسي بركوب الحافلة، وتناولت القهوة في مكتبك المتواضع بدلاً من أن تتناولها في أحد المقاهي الصباحية، بل وامتنعت عن الخروج مع رفاقك للتردد على المقاهي في مساء كل يوم كما كنت تعمل في السابق، لذلك فقد حان وقت الاحتفال قليلاً بثمار عملك المتعب أنت ترى أنك تستحق الاحتفال لبعض الوقت لأنك تصرفت بشكل جيد طوال هذه المدة.
فطريقة التفكير هذه تتشابه مع التبريرات التي يقولها الأشخاص الذين يتبعون نظام الحمية أو يمارسون التمرينات الرياضية للتوقف عن الالتزام بنظامهم الغذائي وتدريباتهم بعد فترة والواضح من هذا المبرر أنك تتعامل مع الشهر الذي قللت فيه نفقاتك (أو الشهر الذي اتبعت نظام غذائي أو أديت تمارينك الرياضية فيه) بأنه أحد أنواع الحرمان فلو كنت تعتقد أن تقليل النفقات هو سلوك ملائم تفعله حتى تستطيع التوقف عن العودة لحياة الإسراف فيما بعد، فلن تستطيع أن تتقدم ماليًا أبدًا.
كيف تتوقف عن هذا العذر ؟
من المهم جدًا أن يطبق الجميع ميزانية أو خطة للإنفاق تمكنهم من الالتزام بها على المدى البعيد، فالميزانية أو الخطة لا تبدو كحرمان، ولكنها تمكنك من العيش طبقا لإمكانياتك ومن أجل الحصول على أهدافك المستقبلية ستتغلب على التخلص من مبررات للإسراف فلو حددت ميزانية تمكنك من إنفاق بعض النقود على أشياء تعنيك، مع تقليل النفقات على الأشياء التي لا تعتنى بها بنفس الدرجة.
عندما تمتلك هدف لحياتك سوف تشعر بأنه يمكنك الالتزام به طوال فترة عيشك، ولن تتمكن من وقف التفكير بطريقة تمكنك من التبذير بعد أن عشت طبقاً لإمكانياتك لبعض الوقت.
إنها فترة عيد..
يعد إنفاق المال من أجل الاحتفال بالأعياد لشراء الهدايا من أكثر الأشياء التي تمنح للمرء إحساساً جيداً، بطريقة تقنعنا أننا ننفق النقود على أشياء ليست أنانية، وأننا نقوم بهذا من أجل إسعاد الآخرين، فنحن لا نحتاج سوى منح من نحبهم الأوقات السعيدة التي لا يمكن نسيانها، لذلك ليس هناك مشكلة من أن نشترى كل هذا بالبطاقة الائتمانية الخاصة بنا أو بطلب قرض استهلاكي، وتحمل عبء الفاتورة لاحقًا فنحن ننشر بهجة العيد!.
هناك عواقب للتبذير في الأعياد بالرغم من هذا فلن يرضى لك أحباؤك أن تعاني بسبب مشكلة ديون بطاقتك الائتمانية، أو عجزك عن الادخار للمستقبل بسبب ما أنفقته في العيد والنقود التي أضعتها على هداياهم.
كيف تتوقف عن هذا العذر ؟
لعل أفضل طريقة للقضاء على هذا العذر هو تفهمك جيداً لما ستناله بالضبط مقابل إنفاق نقودك على شراء الهدايا والزينة والأطعمة وأي تقاليد أخرى فبمجرد اعترافك بأنك ستحصل على شيء ما من التبذير في إنفاق الأموال على الهدايا أو الأعياد، سوف تستطيع إيجاد طرق تعطيك نفس الشعور بدون تبذير عندما تتفهم أن النفقات التي لا تتحمّلها إمكانياتك ما هي إلا تصرفات غير حكيمة، سيكون من السهل وضع طرق إبداعية لتستمتع بسحر الأعياد دون أن تستهلك كل ما في بطاقتك الائتمانية من رصيد وتضطر إلى الاقتراض.
اختبار وتحدي
والآن بعد أن عرفت أننا نوهم أنفسنا بالكثير من التبريرات للحصول على مشتريات جديدة، عليك أن تختبِر عاداتك في إنفاق النقود بشراء ما أنت بحاجة إليه ولمدة شهر واحد فقط، وسوف تلاحظ كم أن نفقاتك ستكون أقل بكثير بمجرد أن تركز على الأشياء الضرورية التي تحتاجها بدلًا من الأشياء التي تريدها بها.